في 3 سبتمبر، شهدت سوق المعادن النفيسة العالمية وضعًا متباينًا، حيث ارتفعت عقود الذهب الآجلة في بورصة كومكس بنسبة 0.16% لتغلق عند 2,531.7 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت عقود الفضة الآجلة في بورصة كومكس بنسبة 0.73% لتصل إلى 28.93 دولارًا للأونصة. وبينما شهدت الأسواق الأمريكية أداءً ضعيفًا بسبب عطلة عيد العمال، يتوقع محللو السوق على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مجددًا في سبتمبر استجابةً لاستمرار انحسار الضغوط التضخمية، مما وفّر دعمًا للذهب باليورو.
في غضون ذلك، كشف مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب في الهند بلغ 288.7 طنًا في النصف الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 1.5% على أساس سنوي. وبعد تعديل الحكومة الهندية لنظام ضريبة الذهب، من المتوقع أن يزداد استهلاك الذهب بأكثر من 50 طنًا في النصف الثاني من العام. ويعكس هذا الاتجاه ديناميكيات سوق الذهب العالمية، مما يُظهر جاذبية الذهب كملاذ آمن.
أشارت توبينا خان، رئيسة شركة خان إستيت للمجوهرات، إلى أنه مع ارتفاع أسعار الذهب إلى ما يزيد عن 2500 دولار للأونصة، يتزايد عدد الأشخاص الذين يختارون بيع المجوهرات التي لم يعودوا بحاجة إليها لزيادة دخلهم. وتؤكد أن تكلفة المعيشة لا تزال ترتفع، رغم انخفاض التضخم، مما يُجبر الناس على البحث عن مصادر تمويل إضافية. وذكرت خان أن العديد من كبار السن يبيعون مجوهراتهم لتغطية نفقاتهم الطبية، مما يعكس الظروف الاقتصادية الصعبة.
أشارت خان أيضًا إلى أنه على الرغم من نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.0%، وهي نسبة فاقت التوقعات، في الربع الثاني، إلا أن المستهلك العادي لا يزال يعاني. ونصحت الراغبين في زيادة دخلهم عن طريق بيع الذهب بعدم محاولة توقيت السوق، لأن الانتظار لبيع الذهب عند أعلى مستوياته قد يؤدي إلى تفويت الفرص.
قالت خان إن أحد الاتجاهات التي لاحظتها في السوق هو إقبال كبار السن على بيع المجوهرات التي لا يرغبون في دفع فواتيرهم الطبية. وأضافت أن المجوهرات الذهبية، كاستثمار، تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، حيث لا تزال أسعار الذهب تحوم حول مستويات قياسية.
وأضافت "لقد حقق هؤلاء الأشخاص أموالاً كثيرة من قطع الذهب، وهو ما لم يفكروا فيه بالضرورة لو لم تكن الأسعار مرتفعة كما هي الآن".
وأضافت خان أن الراغبين في زيادة دخلهم ببيع كميات صغيرة من الذهب غير المرغوب فيه لا ينبغي عليهم محاولة توقيت السوق. وأوضحت أنه في ظل الأسعار الحالية، قد يؤدي انتظار البيع عند أعلى مستوياته إلى الشعور بالإحباط من ضياع الفرص.
أعتقد أن سعر الذهب سيرتفع لأن التضخم بعيد عن السيطرة، ولكن إذا كنت ترغب في بيع الذهب، فلا داعي للانتظار، كما قالت. أعتقد أن معظم المستهلكين يستطيعون بسهولة العثور على 1000 دولار نقدًا في صناديق مجوهراتهم الآن.
في الوقت نفسه، قالت خان إن بعض المستهلكين الذين تحدثت معهم مترددون في بيع ذهبهم وسط تفاؤل متزايد بإمكانية وصول الأسعار إلى 3000 دولار للأونصة. وأضافت أن 3000 دولار للأونصة هدف واقعي للذهب على المدى الطويل، لكن الوصول إليه قد يستغرق عدة سنوات.
أعتقد أن الذهب سيواصل ارتفاعه، لأنني لا أعتقد أن الاقتصاد سيتحسن كثيرًا، لكنني أعتقد أننا سنشهد تقلبات أعلى على المدى القصير. من السهل أن ينخفض الذهب عند الحاجة إلى أموال إضافية.
أشار مجلس الذهب العالمي في تقريره إلى أن إعادة تدوير الذهب في النصف الأول من هذا العام بلغت أعلى مستوياتها منذ عام ٢٠١٢، حيث ساهمت أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل كبير في هذا النمو. ويشير هذا إلى أن المستهلكين عالميًا يستغلون ارتفاع أسعار الذهب لتحقيق أرباح في مواجهة الضغوط الاقتصادية. ورغم احتمالية ارتفاع التقلبات على المدى القصير، يتوقع خان أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع نظرًا لغموض التوقعات الاقتصادية.



وقت النشر: 03-09-2024